|
|
الأحد |
الإثنين |
الثلاثاء |
الأربعاء |
الخميس |
الجمعة |
السبت |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10 |
11 |
12 |
13 |
14 |
15 |
16 |
17 |
18 |
19 |
20 |
21 |
22 |
23 |
24 |
25 |
26 |
27 |
28 |
29 |
30 |
31 | | | | |
|
|
|
|
|
|
|
المقــالات
|
 |  |  |
 |
عندما تقود الجماهير النُخب
هذا الجيل العربي الشاب الطالع من رحم السلطة , لا يعرف غيرها , ولا غير بواباتها , خائف متردد ضائع منهك مرهق , حتى إذا خرج ليبحث عن الرمز الجامع والنموذج الخلاق والمثال الايجابي . يجد في الحاضر صورة القائد وحدها , وفي الماضي قميص عثمان وحده .
|
|
|
|  |
 |  | 
|
|
عنوان هذه الصفحة على الإنترنت هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://pcr.misrians.com/articles?240
|
عندما تقود الجماهير النُخب
ثم استيقظت الجزائر والقاهرة في صباح اليوم التالي . على الجوع عينه والفقر عينه والبؤس عينه والشقاء الذي لا ينتهي .
في أواخر القرن الماضي قتل مشجعين انكليز "هوليغنز" في ملعب بلجيكي عشرات من المشجعين الايطاليين قبل بدء المباراة حتى .
كان منظرا رهيبا , منظر الجثث الباردة .
كانت تلك واحدة من تجليات القلق المادي الذي يتحكم بالجمهور الكروي في أوروبا الباردة .
الشباب الأوروبي المثقل بالخوف من المستقبل , وتفشي المخدرات , وانعدام الأمل , والفراغ الروحي والفكري وحتى الحضاري , ودوامة النظام الرأسمالي الديمقراطي الذي يبيع الأحلام ويرفع الضرائب ويقدم المساعدات بديلا عن الوظائف وفرص العمل الحقيقية .
بذلت الحكومة البريطانية والصحافة البريطانية , الكثير من الجهد بعد تلك المجزرة الكروية , لتطوير ثقافة الجمهور الانكليزي الكروية , على الأقل اعترف الجميع بوجود مشكلة .
بنية العقل العشائري العربي تحديدا ترفض فقط هذه الحيثية الإنسانية البسيطة , الاعتراف بوجود مشكلة أو قضية أو أزمة أو تحدي أو حتى حالة استثنائية .
نحن لا نعترف بوجود حتى الأمراض كلها , حتى الشخصي الفردي منها , حتى أننا لا نسميها بأسمائها .
نحن أسياد التورية والمواربة والالتفاف والتبرير والتهرب والخداع والعبث .
تبدو ظاهرة إنسانية وكونية أيضا , ظاهرة السعار الرياضي عموما , والكروي منه على وجه التحديد .
تبدو العلاقة بين الرياضة والسياسة , علاقة حتمية في زمن العولمة والإعلام والإعلان والاتصالات , والمال السائل السائد في كل تفاصيل حياتنا الإنسانية المعاصرة .
وتبدو ظاهرة محض عربية للغاية , ظاهرة استخدام وتوظيف السياسة للرياضة لتكريس القبليات والمناطقيات وهيمنة الطاغية الديكتاتور الأبدي على السلطة .
يعض عليها وعلينا بكل قوته , ويسرق مستقبلنا وثرواتنا وأمننا وأجيالنا الشابة ثم يورثها لولده أو أخيه أو فصيلته أو عشيرته التي تؤويه .
نحن القبائل والعشائر العربية العتيقة , نتوق إلى القادة , ونعبد الفرد المطلق كلي القدرة , ونؤمن بشخصانية وقداسة الزعيم الخالد , ولا نؤمن بموته أو فنائه , نخلده ونرمي عليه الأسطورة , ونبني له مقاما عليا , ونعيد إليه الفضل المفقود كله والانتصارات الوهمية كلها .
القائد المُنزه عن كل خطيئة , والرمز الوطني الذي لا يشيخ ولا يسقط .
نحن من دون قادتنا العظام لا نساوي شيئا , هم كل شيء .
نحن الوهم وهم الحقيقة , نحن الضعفاء وهم الأقوياء , نحن الفانون وهم الخالدين , نحن المهزومون وهم المنتصرين , نحن الخونة وهم المخلصين , نحن القطيع وهم الذئاب .
لأن القائد دائما على حق , جمهوره دائما هو أيضا على حق , والحقيقية أننا في بلادنا العربية الناعمة النائمة , نعيش بلا خطايا أو أخطاء نحن جميعا .
انقسمنا نحن جميعا , عموديا وبحدة , إلى فئتين بريئتين , ميلشيات سلطة عربية , وميلشيات خوف وصمت عربي رهيب , وبكل حرية ووعي .
في عالمنا العربي المفتوح على الاحتمالات كلها , لا نملك نحن جميعا , في حطامنا القطري البائس , المنطقة الوسطى .
لم يعد لدينا طبقة وسطى اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا أو دينيا أو حتى فكريا وثقافيا وحضاريا .
عندنا السلطة بوابة الجنة الأرضية , وعندنا جهنم الصمت .
عندنا النُخب التي تنبح من اجل السلطة وجنتها , وعندنا النُخب التي تمجد ثقافة الصمت .
عذرنا أننا لا نزال نبحث عن الحقيقة في من قتل عثمان ومن قتل علي .
تضج هذه الفضائيات العربية اللعينة , بمداحي القمر .
تعتاش على الكذب والفتنة , تصنع ثقافة الخداع والوهم , وتسوق لفلسفة العدم والعبث .
تبحث عن كل ما هو سلبي في كل مكان , وتسوق لكل ما هو فردي وشخصاني ومُعطل .
تبيع كل السلع المفبركة والمزورة , وتمزق كل الحقائق الجلية .
هذا الجيل العربي الشاب الطالع من رحم السلطة , لا يعرف غيرها , ولا غير بواباتها , خائف متردد ضائع منهك مرهق , حتى إذا خرج ليبحث عن الرمز الجامع والنموذج الخلاق والمثال الايجابي . يجد في الحاضر صورة القائد وحدها , وفي الماضي قميص عثمان وحده .
أين ذهبت هذه النُخب العربية والإسلامية التي تريد صناعة المستقبل ..!!
ذهبت إلى الملعب للتفاعل مع الجمهور ولتهتف بسعار محموم , الموت لهذا المستقبل .
محمد عز الدين إمام
صباح يوم 19/ 11/ 2009 البارد والبائس والكئيب .
|
|
| |
على هذه اللوحة يمكنك كتابة تعليقاتك بحرية كاملة دو تدخل، فقط لا يجب أن تزيد على 512 حرفا. يمكنك تزيين تعليقك بأكواد إتش تي إم إل إذا كنت تعرف هذه الأكواد. بمكنك مثلا وضع خط تحت بعض العبارات أو إبرازها أما الإنتقال إلى سطر جديد فهذا يتم بالضغط على مفتاح سطر جديد ولا داعي لكتابة الكود الخاص بذلك. الحروف التي تكون الأكواد محسوبة ضمن الحد الأقصى للحروف - 512. الإسم والبريد الإلكنروني إختياريان وإذا أردت إخطارك بالتعليقات التي تضاف إلى هذه اللوحة عليك تعليم حقل [أخبرني بالتعليقات المضافة على هذه اللوحة] وفي هذه الحالة يجب كتابة بريك الإلكتروني. |
|
|
|
|
نشـرها: [عزت هلال] بتــاريخ: [2009/11/21]
|
إجمالي القــراءات: [74] حـتى تــاريخ [2019/12/11] التقييم: [0%] المشاركين: [0]
|
| الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|
|